في مهب الريح

عم الحزن أطراف المدينة

أمواج الظلل المتراكبة تجتاح الدور

خيّمَ الليل

و انطلق كل الذعر في الأرجاء

امتد الظل لأبعد من مساحات الضوء

و على إحدى الزوايا صوت القهر

مركون تحت رماد الاحتراق

يبكي الزمن المديد و ينوح

نهنهات القهر مرسومة على الجدران

يا سيد المدينة

يا راعي الأرض و السماء

أنظر لتلك في زاوية النسيان

يدكَ

يدكَ

و حرير يمسح دمع الغرباء

هي كانت منسية ساعات بل شهوراً و قرونا

اشتد الإعصار

رذاذ الغيم

صور وحوش الأيام

شيء يخترق السماء

يا قدر القلب الضعيف المركون تحت الزوايا

تلك هي

أنظر

إنها زاوية القهر

زوابع

وريح كأنها العذاب

تحمل كل شيء

ترفعة للسماء

يا أبتي

و يا رب الوجود

يا الله

يا الله

أصوات كل شيء تعلو بدعاء

وزاوية القهر تحوي قلباً ضعيفاً

اشتدي يا سماء

أمواج البحر

قد جاء الإعصار

ليل وليل آخر فوقه الليل

ظلمة الظلمات

تغيب تلك الصغيرة

تتوارى

عن كل شيء

يا قهري

بت أخشى وجودي

برق يسطع في السماء

تتكسر كل عصيان الأسقف

تبرق و تحت الضوء وجه صغيرتي

تتلحف ذاتها

سيف كأنه يشق السماء

هدوء يعم كل الأرجاء

نور يسطع

ما زالت هناك في زاوية القهر

الآن عرفت سر البقاء

انهضي جاء يومك

مرت العاصفة

الكل للفناء

و انت بداية المكان

أميرة هذا

تربعي على عرش الجنان

أدخلي بسلام

****

تائب