أيـــــــــ ayaaam ــــأم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أيـــــــــ ayaaam ــــأم

    خفقات .......................فلكية

    avatar
    روميسة
    عضو برونزى
    عضو برونزى


    انثى عدد الرسائل : 157
    العمر : 33
    البلد : المغرب
    الوظيفة : طالبة في كلية الاقتصاد الدولي
    المزاج : رايقة محبة للناس جدا
    تاريخ التسجيل : 03/08/2008

    خفقات .......................فلكية Empty خفقات .......................فلكية

    مُساهمة من طرف روميسة الخميس أغسطس 07, 2008 6:02 pm

    خفقات .......................فلكية Post_startup
    خفقاتٌ فلكية..!

    في سنيّي الأولى كنتُ الطفلة الحالمة، خطوتُ خطواتي الأولى في عالمِ أحلامي أملؤه باللعبِ والحلوى، وأنثرُ في أحضانه أنفاسَ الطفولة التي ترنو ولا تقنع، ولو جثا البحرُ تحتَ قدميها، لراهنتْ على المحيط بأغواره..!
    في حلمي، في عالمي المتمدد بحرارة طموحيَ الطفولي، أحببتُ سمائي، عشقتها، فهفا إكباري إلى صناعة الفلكيّ، رأيتُ بصناعته عناقَ السماءِ بكلّ معاني السماء، وخفقتُ لمن ينشدُ الحياة بكلّ تجلياتِ الجدةِ التي نرسلُ لها زاجلَ أخيلتنا، وأحلامنا..!
    قطعتُ سنيي الأولى، لأرتدي الطفلة الكبيرة، سبحتُ ردائي الكبير بتيهٍ وزهوٍ، وإذا بي أعثرُ بذيوله لأغرقَ ضحكاً على إكباريَ الحالمِ للصناعةِ الفلكية، عثرتُ فتكشفت فيّ الطفلة الحالمة، فطفقتُ أخصفُ من نفحاتِ السخريةِ لأواري سوءتي ..!
    قطعتها.. لأرتدي الأنثى، والحلم الأنثى، وأرسلتُ دلوي في غورِ الحلمِ الغابر، وانطلقتْ بوادرُ الترقيةِ العُمُرية في فلسفة تداعياتِ خيوطه المتشابكة، ولجتُ ذاتي، ولجتُ متاهتي، يشحذني غروري وكبريائيَ الآنفِ للإمعية، طرقتُ موصدَ ذاتي الصامتة، عالجتُ شفرة مجاهلها.. وإذا بروحي تمدّ ذراعها، ترى أهنا من تحدوه العناقا؟!
    في رحلتي.. داعبتْ ذاكرتي الحافلة بالدواوينِ الشعرية نسماتُ ابن زريق، لأترسلَ مع هتونِ أبياته الملتاعة:
    أستودعُ الله في بغداد لي قمراً *** بالكرخِ من فلكِ الأزرارِ مطلعهُ
    ودعته وبودّي لـو يـودعني *** صفو الحياة.. وأنّي لا أودعـهُ
    نسماتُ ابن زريق لم تداعبْ ذاكرتي فحسبْ، بل داعبتْ نبضاتي السجينة بين ضلوعِ الصمتِ، داعبتْ شعري الجاري في أوردةِ الحنين..
    هل لي قمر...؟
    قلبي القمرُ البادي..
    في ليلِ الخفقاتِ الصادي
    هل لي حلم..؟
    أنجوه بسكنى عينيه..
    مرآه (أنا) رَوْحاً غادي
    تنتابني نشوة عارمة في الصراخ، ولا ملامة إنّ جنّ صاحبُ براءة اكتشافٍ ما له سبقٌ ولا مثيل، ها هو قمري..
    قمري.. في فضائه تركتُ جموعَ الفلكيين خلفي سراباً، فلستُ هنا لأكتشفَ الحياةَ على سطحه..!، فحياتي بقلبهِ تجري.. مختلفة مختلفة..!
    آه يا قمري.. أتدري ما تعني براءة اكتشافي في سلمِ خفقاتِ القرنِ الواحدِ والعشرين؟!!!
    أتدري؟!! أنتَ أرضٌ تقلني، وسماءٌ تظلني، أنتَ أنفاس حياتي، وأنتَ شعري...
    قمري.. يقاومُ نشوة صراخي غروريَ الأنثى، فلستُ بواشيةٍ عنك لئلا أفاجأ يوماً بمن يشاركني حياتي..
    اعذرني يا قمري.. سأستنفرُ خصائصي الطحلبية الاستيطانية، لن أتركَ منعطفاً ولا زقاقاً، ولا جحراً إلا أنا له والجة..!
    اعذرني يا قمري..فما يلبثُ جفنيَ أن ينكشفَ عن صفحاتٍ يقرأُ فيها العالمُ عالمي، لكنّي أعدكَ أني سأنهجُ الكتابةَ الرمزية..!!
    اعذرني يا قمري.. وقرّ عيناً مع قمرِ ابن زريق..

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 2:25 pm