(11) سبب لنسيان العبد لنفسه .
قال تعالى : {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (سورة الحشر/ 19) وهنا يبتلى بالغفلة الدائمة حتى يقف بين يدي الله وهو غافل .
قال تعالى : " وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ " [ مريم :39 ]
(12) تزرع أمثالها ويولد بعضها بعضا
قال بعض السلف : " إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ، ومن عقوبة السيئة سيئة بعدها " حتى تحيط به معصيته وهنا تكون الطامة : قال تعالى : " بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " [البقرة :81 ]
(13) كثيرا منها يدخل العبد تحت لعنة رسول الله ولعن الملائكة
فقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمة والمستوشمة والواصلة والموصولة والنامصة والمتنمصة والواشرة والمستوشرة ولعن آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهده ولعن المحلل والمحلل له ولعن السارق ولعن شارب الخمر وساقيها وعاصرها ومعتصرها وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه ولعن المصورين ولعن من عمل عمل قوم لوط ولعن من سب أباه وأمه ...
ومن لعن الملائكة ما رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة قال : قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : " من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه " .
(14) تزيل النعم وتحل النقم
قال تعالى : {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} (سورة الشورى/ 30)
وقال : {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} (سورة النحل /112) إذا فقدت بركة الرزق ، إذا تأخر زواجك ، إذا ابتليت بفساد ابن أو عقوقه ، إذا توالت عليك الابتلاءات وشردت عن ربك فابحث عن الذنوب .
(15) ما يحدث في البر والبحر من الفساد
قال تعالى : { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (سورة الروم/ 41) وهل فسدت البلاد وضاع العباد وضاقت الأرض إلا بما كسبت أيدي الناس ، يا من تشتكون من الغلاء والوباء وهذه الأشياء " ابحثوا عن الذنوب "
(16) تسلب العبد أسماء الشرف والمدح وتمنحه أسماء الذم والصغار
قال تعالى : { بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ } (سورة الحجرات/ 11) أليس من العاران يتغير اسمك عنده من عبد مسلم أو مؤمن أو طائع ، ليكون اسمك عاصيا شقيا فاجرا ، عافانا الله وإياكم من ذلك
(17) زوال الأمن والاطمئنان
قال تعالى : {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظصلى الله عليه وسلمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} (سورة الأنعام/82) فلا أمان لمن لا إيمان له ، ولا يكمل الإيمان والعبد مقيم على المعاصي ، فإذا فقدت الهدوء ، وبحث عن الأمان فلم تجده فابحث عن الذنب .
(18) تمحق البركة
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} (سورة الأعراف/ 96)
(19) ظهور الأوجاع والطواعين
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا معشر المهاجرين خمس خصال إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ... " [ رواه ابن ماجه وصححه الألباني ]
(20) تعسير أموره عليه
قال تعالى : {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} (سورة الطلاق/ 4) والعكس صحيح ، فمن لم يراع عين الله الناظرة ، تعسر حاله ولابد .
أليس بعد كل هذا ، يحق أن نقول : " ابحث عن الذنب "